lundi 7 mai 2012

حتى يكون عيـد الشـغل عيـد الثـورة أيضــا


حتى يكون عيـد الشـغل عيـد الثـورة أيضــا




يحل غرة مــاي، الثاني منذ الثورةّ، في وضع تتراكم فيه مشاكل تونس، و تتضح أكثر فأكثر عدم قدرة المسؤولين السياسيين على مجابهتها. و بمناسبة احتفالات عيد الشغل، يتحتم على شغالي البلاد تقييم هذا الوضع،من وجهة نظرهم بالأساس، فيما يخص التشغيل وظروف العمل.


و من البديهي أن في تونس الثورة، التطرق لهذه المسائل مرتبط أوثق الارتباط بوضع الحريات و التهديدات التي تواجهها.


إن هذه التهديدات متعددة و متنوعة المصادر، إرادة الهيمنة من الأحزاب الحاكمة، أو ردود فعل الثورة- المضادة و الاستفزازات التي تهدف إلى تفاقم خطورة الأوضاع.


ويلاحظ كل يوم بصفة تصاعدية، عجز الحكومة في هذا المجال و لا مبالاتها تجاه الانتهاكات المقترفة ضد الحقوق و الأفراد، و ذلك في نهاية الأمر ضد روح الثورة.


إن هذه الاعتداءات الشرسة تقترف من طرف موظفين، نرى بكل إستغراب أنهم لا يتصرفون بصفة مغايرة كما لو كانوا الذراع المسلح للدكتاتورية، و كذلك من طرف مجموعات صغيرة معروفة، تعمل في وضح النهار، رغم خروجها عن القانون، و التي تبدو متأكدة من إفلاتها من العقاب:هل أن مسيريها متنفذون بصفة تسمح لهم بتحدي الشعب التونسي بأكمله، حيث يجهر البعض أكثر فأكثر بأمله في أن يشتاق هذا الشعب إلى نظام الرئيس المخلوع؟
في السياق الوطني المتسم بالمطالب الشعبية الملحة،والتي لحد الآن لم تتحقق، و تحت ضغوطات متأتية من البلاد المجاورة، إن هذا التسامح بل التراخي تجاه من يطعن في الثورة، تحت غطاء المعتقد الديني، يزيد في خطورة تنامي الجماعات الجهادية المسلحة بالبلاد. و في غياب موقف واضح و صارم من طرف الحكومة تجاه حماية الحريات، فالخطر يحدق بالبلد كله، و يصبح الشعب التونسي، و على رأسه الطبقة الشغيلة و النقابات، وحده الكفيل بتحمل هذه المسؤولية.
و لا شك في ان هذا الشعب، الذي أثبت كل قدراته، سيتحمل كل مسؤولياته، لأن ذلك يمثل ضرورة ملحة للثورة.


وفي نضالهم من أجل الحريات، لا ينسى الشغالون أهدافهم، و التي هي كذلك أهداف الثورة بالذات، و التي تخص النضال من أجل شغل كريم، وإحياء الاقتصاد، و القضاء على الفوارق الجهوية بالخصوص.


إن غياب الأمن الشامل بالبلاد يزيد في صعوبة الإنعاش الاقتصادي لكن الاتحاد العام التونسي للشغل أثبت وعيه بالمسؤولية في هذا المجال، حيث بادر بإطلاق مفاوضات مباشرة مع اتحاد الأعراف على المستويين الوطني و الجهوي . إن مثل هذه المفاوضات يجب أن تتوسع وتعمم، وأن تتوصل الأطراف الاجتماعية إلى إتفاقات شاملة، تشارك مكونات المجتمع المدني في ضمان احترام تنفيذها، لأنها تؤمن أيضا بأن النهوض الاقتصادي ضرورة حيوية للبلاد.


كما أن الحكومة، إلى جانب فرض إحترام القانون و مساندة هذه الاتفاقات، مطالبة بتوفير شروط نجاح هذا المسار، خاصة فيما يهم التجهيزات و البنية الأساسية و كذلك الإجراءات المصاحبة المجدية. إن مكافحة البطالة هي المفتاح لنجاح الثورة.


و في أول ماي هذا، يطالب الشغالون كلهم بإجراءات هامة تؤشر للإرادة الصلبة لمقاومة هذه الآفة، و ذلك بالمبادرة بأعمال ملموسة في هذا المجال: يجدر أولا المرور بالمشاريع الجاهزة إلى حيز التنفيذ، حيث أنه تمت دراستها و تمويلها ، بما في ذلك من طرف مؤسسات خارجية، ولكنها معطلة بسبب "الثقل و القصور الإداري".
إن جرد مخزون هذه المشاريع أمر إستعجالي، و يمكن للموظفين النقابيين العمل على ذلك في كل الهياكل المعنية.
إن ضغط النقابات و المجتمع المدني كفيل بإزالة العقبات و التعطيلات أمام تحقيق هذه المشاريع، خاصة في الجهات التي لها حاجة ملحة لذلك.


كما أن العدد الهائل للعاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات يتطلب مبادرات غير معهودة. فعلى هؤلاء الشباب أن يكونوا محرك النهوض الاقتصادي في جهاتهم . عليهم باستثمار قدراتهم المعرفية ليكونوا نقطة الانطلاق لاقتصاد اجتماعي فعلي، مبني على الحاجات المحلية و القدرات الإنتاجية للشباب.
وحتى تنجح مشاريع هذا الاقتصاد الاجتماعي المستقبلي (المستند إلى الهياكل الجمعياتية، التعاونية، التعاضدية،....) يجب توفير تكوين مختص لاصحاب الشهادات من العاطلين الشبان،ليصبحواباعثين و منشطين أكفاء لها.
لإنجاز هذاالتكوين ،الذي يشمل جوانب تخص التصرف و الإحاطة بهذا الصنف من المؤسسات ، سوف لن يكون من الصعب على الجمعيات و النقابات تلقي المساعدة و الإعانة من مؤسسات و نقابات و خبراء من جميع أنحاء العالم.
إن إطلاق المبادرة في هذا القسم من التنمية الجهوية ، و الذي يستحق كل الدعم من الدولة ، راجع إلى جمعية العاطلين من أصحاب الشهائد، و إلى إتحاد الشغل.


وأخيرا يجدر التذكير بأن الصياغة السريعة لدستور ديمقراطي هي أيضا عامل أساسي لإحياء الاقتصاد و تخفيض البطالة.
كما أن دسترة الحقوق الأساسية للشغالين (الحق في العمل، الحقوق النقابية، حق الإضراب، الحق في الحماية الاجتماعية،...)هي من أوكد مطالب غرة ماي هذه.


حتى يكون 1 ماي 2012 حقا عيد الشغل، عيد الثورة، لنكفل شروط التعبئة حول أهدافها: إنها أضمن واق للثورة.


يحيــــــــا نضال الشغــالين
تحيــــــــا الثـــورة
تحيـــــــا تــــونـــــس
ميثاق 20 مارس - تونس
ميثاق 20 مارس - فرنسا